جار سلطان الهوى، فهوى فؤادي في كأس الحياة المُعذّب، فانعِ ذاتكَ التي بيني وبيني..
الصمتُ يُزيدكَ حُسناً في كلمات تتهادى، تحمل عبقاً من قلق راحل يرسمُ بالندى على شفاهي، فيا عجباً من وجدِ عاشقٍ أزهرَ في ذاتي...
إلى متى أهواك؟!.. أأسطورة أنت؟.. أم حقيقة أحياها؟.. أم جُنّت الحياة بتهاليل صباها!..
حبيبي...
كتبتُ حرفاً ذا رؤيا تحتجب عنّا، لنكون في الأمداء كواكب تُسافر بين دموع الشمس، وبين كلمات فِعلها رغبة، ومَفعولها في الروح كمال في سطور بين أقلام أمسكتها يُمناي، وكتبت من وحْي عَشتار وأليسار ما هو في قلبي...
ألم أنسكِبْ بين يديك حَرفاً؟!.. فتجاهلتَ لحظة حُبّ كفكَفت دمعاً اختبأ تحت أجفاني!.. مرّت بي مرّ عطر دثّرني!.. لثم فؤادي!.. وأنتَ كالطيف يمضي سريعاً، كحبيب ما إن أراه حتى أغمض عيني..
حبيبي...
في صميم روحي صَمت!.. تلاشي!.. تماهي!.. وربما جنوناً لا واعياً يوقظ قصيدة كُتبت وبي اشتياق لظاهُ أُخفيه بين همساتي التي أبحَرت في ذاتي...
حدّثتني عنك!.. عن رحيل شاعر أحبَّ زهرة من ياسمين!.. عن التحام!... عن ارتعاش النور في حُضن الأوراق!... عن برود حُبّ في شتاء!.. عن قطف سرمدي في ربيع يحتضن كبريائي، عن صمت يتغلغلُ في جليد وجودي، فتذوق قنوط الحُبّ بغرور عاطفة تخفق بنا، بنعس صُبح خجول أشرق بيننا!... بليل أيقظ سباتنا وحُب قد زادته الحياة من انفعالاتها!.. وأنا بين روحي وروحي، أسرجُ سطوراً تغاوت فيها أنجمُ الكلمات ليشتعل حنيني وتُزهر الأماني...
حبيبي...
هذا الذي بيني وبيني، كمتاع الأرض في مَعبد قلب أشعلْتَ فيه شمعة من نور، أشعَلتْ كل عَوالمي، فطغى نبض القلب ولم أجد أبقى من عطر كلمات أقدّمها قبل ذبول الحياة على أوراقي... كلمات لا تصوغها أنامل حوريات، ولا صلوات أرواح!.. بل تخطّها أنثى عند فجر يصيحُ ما الذي بينك وبيني؟...
ربّما!... رهافة ضوء ينسكبُ على ثغر يرتجف كرمش عين داهَمتها غفلةُ عَتمة، داهَمتها زنابق بيضاء تحتضر على كفّيك قبل وداع يطوينا مع الآلام!.. ربّما أنا أنثى تلتمس ما يفيضُ من شوق حبيب يخشى البوح حين يَسمعُ آهاتي، يخشى العزف وأصابع الحياة تطرقُ على غمامات بلا أوتار!.. ربما خفقة قلب يَخطو كفيلسوف يترك آثاره فوق رمالي!..
ربّما كالذرّة التي تُضيء زبَد موجة في العَباب!.. ربّما كحبَاب يرتفعُ فوق السحاب ويُضيء بعضاً من أمنياتي!.. ربّما دوائر الدُّخان التي رأيتها تكتب حروف حُبّ لم تكتبها من قبل شفَتان...
حبيبي...
لا تستبد بجموح رغبة تشتعلُ اشتعال نار خافتة أشرقت بالأمس من هُدبي، وأنت تقرأ رسائلي وأنت تُلامس صهيل حَرفي، وأنت تمزجُ الهناء بالشقاء والفرح بالحُزن والبُعد بالحبّ، فجبالي وهادها غُموضك وقممها شموخي وسماؤك نظرة من بصيرة دفنتها في روحي فكُنْ بيني وبيني...
أيُّها الحبيب...
لا تخشَ رقيباً، فدنياي ربيع وهمساتي رسائل تصوغها أناملي في عالم يسمو بنا، ويزيل عنّا عطش الهموم في مَتاهات شوق بلا أمل في لقاء.. فكُن رقيق القلب واسكُن مملكتي، فهذه فردوسي تتوق إليك برسائل خالدة تحمل القلوب الى ربوعنا!.. الى جَناتنا!.. الى أعين حوريات تسكُن عَوالم الصمت، فها أنا أميرة في علاك، فلا تكن كمن يحرقُ القلب بالبعاد، فخطوط يديك دروب نتلاقى فيها ولا نفترق، فهلاّ فتحت كفيك وقلت حبيبتي تعالي...
في الأفق البعيد نوارسنا تنادي!.. ترسم بأجنحتها حكايا الشروق، وحكايا مَغيب صامت هادئ ينبض كلما تلمّست سبيلي الى بحر عينيك، فأدرك لماذا وضع الله فيهما سر الكون وسر ضوء ساطع أعمى العيون عن كل جمال داعب حروفي، وداعب قلباً يتمناه كل شاعر أبحر في لغتي...
حبيبي...
لافتقادك مَعنى يُقرّبني بكل ثانية من كآبتي لأنني لست بعيدة عنك ولا قريبة منك ولا يغيبُ طيفك عن قلب يغمرُ وجودي، ولا عن عيون تاهَت في ظلام دامس وهمسات قبَّل الصُّبح أنجمها، فكانت أسيرة نور يعيد لنا رونق الحُبّ...
هذه ليالي الصمت أنّاتها تتصاعد في الهزيع!.. تتوارى خلف دموعي، فلا أشك لحظة في حُبّك ولكنني أسيرة حُلم يتعالى ويرتفع بلحظات يأس تلتقطه كلماتي..
حبيبي... سيفخر النسيان بنا، والذكريات تتّكئ بينك وبيني، فالضوء يرشُّ أنواره والصبح هديله يُراقصني، فحين يَلمس الحبيب روحاً يصعب على الروح نسيانه... هذا الذي يربطني بك